دور المرأة في المجتمع السوري
إن أساس المجتمع وتطويره هو المرأة هي التي تربي الأبناء الذين يصنعون المستقبل فإن المرأة هي نصف المجتمع يمكننا القول بأنها المجتمع كله لأنها هي التي تربي الجيل القادم الذي سوف يطور المجتمع ولقد كرم الله المرأة وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم أعوان، ويمكننا أن نرى النساء في التاريخ وما فعلوه من انجازات عظيمة فالمرأة هي أصل كل شيء وأصل الوجود ولقد ترك التاريخ لنا أثرا كبيراً وإثباتا عظيماً على دور المرأة في المجتمع مثل الصحابيات والملكات اللواتي عشن في العصور قديما وفعلن الكثير من الأشياء التي عرفها التاريخ وتركت أثرا كبيراً ودرساً للنساء في المستقبل، دور المرأة ليس أقل من دور الرجل في المجتمع بل أنها تكمل دور الرجل في المجتمع في عدة من مجالات العمل فهي المهندسة والطبيبة والمعلمة التي تربي الأجيال والممرضة التي تسهر على راحة المرضى فهي المخترعة التي تخترع الكثير من الأشياء التي تبهرنا وتساعدنا في حياتنا وهي المحامية التي تدافع عن المظلومين فبدون المرأة لن يكتمل دور الرجل ذلك لأننا نكمل أدوار بعضنا البعض لذلك يُعدّ دور المرأة من أكثر الأدوار الإنسانية تأثيراً في المجتمع وقد أثبتت المرأة السورية في الوقت الحاضر أنها تستطيع أن تتكيّف مع تطوّر الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بها، وهذا ما وجدناه من خلال السنوات التي مضت من عمر الثورة السورية حيث لاحظنا دور المرأة السورية في عدة مجالات أهمها:
دور المرأة السورية السياسي في ظل الثورة
كانت المرأة السورية لها دور في الحراك الثوري وقدمت الكثير من التضحيات وعانت كثيرا” من الظلم والاستبداد وساهمت من أجل المطالبة بحقوق المرأة نفسها وحقوق أفراد مجتمعها وخرجت عدة ناشطات من أمثال الناشطة رزان زيتونة التي شاركت في الثورة السورية عام 2011،ثم اختفت بسبب بدء السلطات السورية اعتقال أي أحد يحادث وسائل الإعلام الأجنبية وهي تدير موقع وصلة إعلام حقوق الإنسان السورية وفي 6 أكتوبر 2011 حصلت على جائزة آنا بوليتكوفيسكايا من الجمعية البريطانية (RAW in War) لإرسالها عبر الإنترنت تقارير عن الفظائع ضد المدنيين في سوريا وفي 27 أكتوبر 2011 اختارها البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر و بصفتها ناشطة في مجال حقوق الإنسان أسست رزان زيتونة مع ناشطين لجان التنسيق المحلية في سوريا لتوثيق انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان ويعد دورها رئيسياً في تنظيم عمل اللجان. وفي نهاية عام 2013 اختطفت رزان زيتونة مع ثلاثة آخرين من زملائها في مكان عملها في مدينة دوما وسط ظروف غامضة
دور المرأة السورية الإعلامي:
لم تكن المرأة السورية أقل شأن من الشباب السوريين في نقل الحقيقة السورية وتوثيق إجرام النظام السوري ولم يقتصر دورها على المشاركة في الكتابة أو إنتاج المواد بل يمتد لإدارة تلك الوسائل فضلاً عن العمل في وظائف كانت تعتبر ذكورية في السابق مثل التصوير والإخراج والمونتاج وإدارة التحرير فلاحظنا وجود إعلامية ظهرت في المعارك والحروب لتغطية الأحداث الثورية مثل الإعلامية يقين بيدوالتي رافقت المعارك ورافقت القصف والدمار التي تعرضت له المدن السورية ومع ذلك نلاحظ تقلص دور المرأة السورية في هذا المجال لما يحمل من صعوبات وتحديات في معظم البلاد عموما “
دور المرأة السورية في سوق العمل:
حمّلت الحرب المرأة السورية هموماً وأوزاراً كبيرة نسفت كلّ طرق حياتها و أثقلت حملها مع فقدان المنزل والمعيل من أب أو زوج أو أبناء، مروراً بالتشرد والنزوح، وصعوبة المعيشة مما دفعها للدخول الى سوق العمل ومن خلال التدريبات من قبل المنظمات ومشروع تمكين المرأة السورية استطاعت الاعتماد على نفسها بالعمل وإقامة ورشات وصناعات من أهم هذه التدريبات ( الخياطة، تصنيع الألبان والأجبان،تصنيع مواد النظافة ، إصلاح الهواتف الذكية،…..)
ووفقاً لتقرير المرصد الاقتصادي السوري الصادر عن البنك الدولي، تضاعفت مشاركة الإناث في سوق العمل من 13 في المائة في عام 2010 إلى 26 في المائة في عام 2021. وبالمقارنة، تغيرت نسبة القوى العاملة من الذكور بشكل طفيف فقط من 72 إلى 76 في المائة خلال نفس الفترة.
التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة السورية:
بالرغم من ظهور بعض المنظمات التي قدمت بعض الدعم للمرأة والبرامج التوعوية الخاصة بالمرأة، فإن المنطقة لا تزال مقيدة ومرهونة بالعادات والتقاليد، حيث حرمت الكثير من الأسر المرأة من حقها في التعليم.
وفيما يتعلق بتوفير الاحتياجات المعيشية، فإن نسبة قليلة جدًا من النساء يعملن في مهن مختلفة من أجل تأمين احتياجاتهن واحتياجات عائلاتهن برواتب قليلة إضافة إلى أن نسبة الأمية مرتفعة إلى حد كبير في أوساط النساء اللواتي يبلغن من العمر 30 عاما وما فوق، كما أن نسبة الفقر والبطالة مرتفعة بحكم العادات والتقاليد التي تحد من فرص عمل المرأة.
ومن التحديات نلاحظ غياب الدور السياسي للمرأة السورية في صنع القرار وعدم وجود دور قيادي من أجل بناء مستقبل عادل في سوريا.
وختاما” لاحظنا أن المرأة السورية استطاعت ان تستوعب قسوة الحرب التي عانت منها منذ عام 2011 والتي فرضت عليها في كل مرة واقع غير محبّب صمدت أمامه بشجاعة وأصبحت الناشطة والمعلمة والأم وحتى أنها أحياناً كانت المعيل الوحيد في ظل غياب قسريّ للرجل، بين اعتقال أو موت أو هجرة أو انخراط في الحرب مع أحد أطراف النزاع.
لذلك يتوجب على المجتمع إعطاء الفرصة لطاقات النساء للمساهمة في صنع القرار والقيادة في بناء السلام تقديراً لجهودها ولما قدمته من تضحيات في سبيل حرية بلدها الذي ترى فيه كرامتها وعزتها.