وبنى بأحداقي قصوراً وارتضى الأهدابَ والأضلاعَ تغدو مرتعك

من كلّ مئذنةٍ بروحكَ هيتَ لك
لكنَّ صوتاً للمقابر شيّعَك 

أتُراكَ إن أيقنت أنّ دموعنا
جفّت هرقتَ على لظانا أدمُعَك 

كلُّ الذّئابِ اليوم تنتظرُ المكي
دةَ في الغيابةِ كي تُحاك لتبلعَك 

لو كنتَ قمحاً كنتُ قلّبتُ الفؤا
د لعلّ تّربته تطيبُ لأزرعك 

ولكنتُ قطّرتُ الحنايا بعضَ غي
ثٍ من حياةٍ إن سرى بكَ أشبعَك 

ولصغتُ من روحي ألوفاً من
قرابينٍ لموتٍ قادمٍ كي ينزعك 

ودعوتُ ربّي إن أتوا ليصلّبو-
كَ على الجذوعِ بأن يشاءَ ويرفعك 

مذ سال هذا الموتُ في جسدي يمزّ
قهُ رأيتُ القهر يعصرني معك 

من صبّ فيك الهمَّ حتّى صرتَ إن
جرحٌ أصابَ يدي اعتراك فأوجعك 

ليت الذي وشّى جبينك بالمدى
كسر الزّمانَ  وللطّفولةِ أرجعك 

وبنى بأحداقي قصوراً وارتضى
الأهدابَ والأضلاعَ تغدو مرتعك 

لكنّ ثور الحرب إن سالت دِما
ؤك هبّ نحوك هائجاً كي يصرعك 

واغتال هدأة روحك الكبرى
ومزّق مقلتيكَ الحلوتين وروّعك 

مذ طافَ ظلُّ الموتِ فيكَ طغى بنا
والدّمعُ بلّلَ في هطولٍ مضجعك 

ليتَ الّذي شظاك يا وطن المآ
سي حينَ قدّمتَ الأتاوةَ جمّعك 

كلُّ الأحبّة ودّعوك ووحده
جلبابُ حزنك ثابتٌ ما ودّعك 

شارك المقال:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn

ساهم في كتابة المقالات

ساهم مع عشرات الأصدقاء الذين يقومون بنشر مقالاتهم في برنامج واثقون بشكل دوري. اجعل صوتك مسموعًا وابدأ مشاركتك اليوم

قد يعجبك أيضًا

المقالات المشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *