هجرة
يا عَامَنا ماذا عسايَ أقُولُ لا هندُ نكتب مطلِعاً من أجلِهَا لا قبلةٌ في الأرضِ نسلُكُ صوبَهَا أنَّى انتَبَهنَا غُصّةٌ ونَشِيجُهَا نُمسِي على صوتِ النّحيبِ، ولا يدٌ وعلى المضاجع كم نقلّب جنبنا بالأمس كنّا كالزهور حلاوة كسنابل القمح المليئةِ عودُنا والقلبُ يعزِفُ للأحبَّة نبضَهُ يفترّ ثغرُ الفجرِ عندَ وِصالِنا سِرنا، فكان المجدُ رهنَ إشارةٍ وخِطامُ هذي الصَّافناتِ بكفّنا نعدو الضُّحى ضَبْحاً، ونقدحُ كلَّ ما..، ونُثِيرُ نقعاً حيثُ سَارَت خَيلُنَا سِرنَا، ولكن حينما حِدنَا اعترى لما سألت النجم أطرق رأسه واحسرتاه! وثار ألف تساؤل فكأننا هابيلُ يبكي جُرحَهُ وَيُكَبُّ وَجهٌ للجَبينِ ولا فِدىً لا ذِبحَ يَفدِي مَنْ يُتَلُّ جَبِينُهُ لا صوتَ حادٍ، لا أنيسَ بوحشةٍ يا عامَنَا الهجريَّ هذِي هِجرتي | والخدُّ من دمع الأَسى مبلولُ كلَّا، وما عادَت هُناكَ طُلُولُ أنّى اتَّجهنَا قاتِلٌ وقَتِيلُ أنَّى التَفَتنَا صيحةٌ وعويلُ تحنو، ولا عنّا النّحيبَ تُزيلُ فاللّيلُ ليلُ المتعبين طويلُ مع كل ريح للغرام نميل تزدانُ فيه جداولٌ وحقولُ والطّرفُ من فرطِ الهوى مكحولُ ويهيمُ من شوقِ الوصال أَصِيلُ ما إنْ نشا، حتى يكونَ وصولُ وعلى ظُهُورِ الضامراتِ نَقِيلُ ونُغيرُ صُبحاً، والظُّبَا مصقُولُ فَلَها هُنالِكَ صولةٌ وصهيلُ هذي النجوم غيَابةٌ وأفولُ وأشار نحوي كلّكم مسؤولُ! لكنْ لسانُ الحادثاتِ ثقيلُ وكأنَّ كلَّ جهاتنا قَابِيلُ ماذا تُراه يقولُ إِسماعِيلُ؟ لا آيةٌ يأتي بِها جِبريلُ غابوا جميعاً، وانطَفَا القِندِيلُ قلْ لي بِربِّكَ ما عسايَ أَقُولُ؟ |