مرت الأيام بثقل وخوف شديد، كانت يد الموت تحكم قبضتها على أعناق الجميع، فترى أجساد الأطفال والنساء والرجال تتهاوى جسدًا تلو الآخر، يموتون هم ولكنهم يورثون أحلامهم بالحرية والخلاص من الظلم والذل لمن بعدهم، وكأن للحرية رسالة تتناقلها الشعوب جيلًا بعدَ جِيل..

     حكاية حقيقة لإحدى قصص المعاناة داخل القضبان الباردة، تلاها ولادة جديدة لأمل جديد 

اسمي تالا، ذلك الاسم الذي اختارته لي أمي قبل ولادتي بسنة، مذ كنت طفلة وأنا أحب الشمس بشكل كبير حتى لقبني والدي بزهرة دوار الشمس، تلك الزهرة التي تلاحق الشمس كيفما حلت…

كنت أعيش ببيت صغير مفعم بالحب والحياة، أرسم على جدرانه بقلم ملون قوس المطر رغم توبيخ أمي لي في كل مرة لكيلا أكرر الرسم على الجدران، وأعلق عليه رسومات صغيرة عليها منزل وعائلة ودفء، بالإضافة لشمس صغيرة في زاوية الورقة، كانت حيطان منزلنا مرسمي الصغير أعلق عليها ما شئت من اللوحات التي قد تبدو عادية بنظر البعض لكنها كانت بالنسبة لي إنجاز كبير، ولكن لم أكن على دراية أن هذا المنزل سيمسي وحيدًا بلا حياة وبلا أمل… بعد أعوام قليلة كنت في الصف السادس الابتدائي عند انطلاق أول صرخة للحرية … كان مفهوم الحرية لدي ضئيلًا فلم أكن أدرك معنى حرية الرأي، ومعنى الحراك السلمي الحاصل آنذاك…كل ما كنت أراه ساعتها هو حشد جماهيري، وأغصان الزيتون وأناس كثر ينددون بالظلم ويصرخون بأعلى ما لديهم: حرية حرية…                           

رسمتُ على كفي الصغير علم بثلاث نجوم، ورحت أردد ما يرددونه في ساحات قريتنا الصغيرة، وما أسمعه على التلفاز، ولكن في إحدى المرات عندما شاهد أبي ما رسمت صرخ في وجهي والخوف يفيض من ملامح وجهه وعينيه، لم يكن يريدني أن أفعل ما فعلت، كان كأي أب سوري يخاف عليَّ من بطش الظلام، ومن تقرير كيدي يودي بحياته وحياة عائلتنا بأكملها، فلم نكن نعيش في دولة عادية، لقد كانت الحرية أمر محظور، وحرية الرأي يليها عذاب لا مناص منه، وحتى الكتابة على الجدران مآلها قلع الأظافر والتغييب القسري ما وراء الشمس…

مرت الأيام بثقل وخوف شديد، كانت يد الموت تحكم قبضتها على أعناق الجميع، فترى أجساد الأطفال والنساء والرجال تتهاوى جسدًا تلو الآخر، يموتون هم ولكنهم يورثون أحلامهم بالحرية والخلاص من الظلم والذل لمن بعدهم، وكأن للحرية رسالة تتناقلها الشعوب جيلًا بعدَ جِيل..   

لم أستطع فهم ما يدور حولنا بشكل صحيح، أكبر مخاوفي كانت أن نغادر ونترك خلفنا منزلنا الذي عشنا فيه بحب وسعادة، وحيّنا الذي شهد أفراحنا ومآتمنا، وكان الشاهد الأقدم على قصص الحب، والموت، والولادة الجديدة… كنت أخاف أن أغادر صفي ومقعدي الخشبي الذي حفرت عليه أنا وصديقاتي أحرفنا، وبجانبه قلب صغير وعبارة: أصدقاء للأبد لا يفرقنا سوى الموت، ولكن ليس الموت وحده من يفرق الأجساد، تتعدد الأسباب والفِراق واحد وآلامه واحدة…

باتت تلك المخاوف تكبر أمام عينيَّ التي راح بريقها يختفي حادثةً تِلوَ الثِانية، حتى أمست مخاوفي واقعًا عشناه أو بعبارة أدق تعايشناه مجبرين ومرغمين لا مُختارين، فقد غادرنا منزلنا وحَينا، واضطررتُ لتركِ مدرستي وأصدقائي وسَكنا في خيمة لا تقي من برد الشتاء ولا الحنين… في أدنى الظروف المعيشية ولكن من يختار طريق الكرامة لا بد أن يتحمل المعاناة… كنت أكبر سنة تلو سنة وفي كل مرة أجدني أحلم بالجامعة، بأن أكون طالبة تحقق أحلامها وتسطرُ ما في قلبها على هيئة حروف تصدر منها رواياتها الأولى وكتبها، حلمي في أن أكون أستاذة في الجامعة وكاتبة بات كالهاجس لدي، خبأت أحلامي في قلبي فقد خفت عليها من أن تُوأد تحت سواتر الحرب، وأن تكبل بأصفاد من حديد…

وفي إحدى الاجتماعات العائلية وبينما كانت أصوات القذائف لا تهدأ تحدثت عن أحلامي أمام الجميع؛ وإذ بضحكاتهم وقهقهتهم تعلو وتعلو، قالوا لي ألا تسمعين أصوات القصف والقذائف أم غاب عن ذهنك أننا قد نكون في عداد الشهداء بعد قليل؟ لم أنطق ببنت شفة، فلم تكن لدي إجابات حقيقة لأسئلتهم تلك، صادقون هُم أتذكر جيراننا بيتُ أم يوسف الذين كانوا يخبزون الفطائر ويعدون الشاي وما هي إلا دقائق حتى اختلط الدم بالخبز، وارتقت كل العائلة، منهم من كان مصيره الموت لحظتها، والبعض الآخر تم نقله للمشفى ولحق بباقي أفراد عائلته، لكن لم أتراجع عن السعي وراء أحلامي رغم ما حدثوني به وما تحمله ذاكرتي من أحداثٍ ووقائع…

وأما بالنسبة لدراستي فقد درستُ دراسة حُرة في المنزل، وأقدم الامتحان فقط وبقيت على هذه الحال حتى الصف الثالث الثانوي، بدأت التحضير للامتحان والدراسة بلا كلل أو ملل…

كنت أتخيل نفسي بعد سنوات وأنا أستاذة في إحدى الجامعات، وأتخيل نفسي في حفل توقيع لكتابي الأول، وبعد سلسلة من التخيلات التي تزيد إصراري وقوتي أنهض من فراشي وأنفض غبار الخوف عني لأبدأ يومًا جديدًا أسعى فيه وأدرس بكل طاقتي وعند نهاية اليوم أمسح رقمًا من الروزنامة الخاصة بي فقد كنت أحصي الأيام المتبقية للامتحان بمشاعر شتى ما بين سعادة وأمل وحزن.

وقبل موعد سفري لمدينة حلب تلك المدينة التي وعدتُ نفسي أن أغادرها بشهادة الثانوية وبتقدير جيد أيضًا.

ودعتُ والدي الذي كان بطلي وسندي في مسيرتي العلمية، وأما أمي فقد كانت تشعر بأن شيئًا سيئًا سيحصل لذا لم تكن راضية لسفري ولم تودعني حتى اكتفت فقط بجملة: “تروحي وترجعي بالسلامة”، ليتني أنصتُ لها ومشيت وراء إحساسها، فقلب الأم حاستها السادسة…

صعدتُ إلى السيارة بحرص، لوحتُ بيدي لوالدي من بعيد، أغمضتُ عيناي حتى غططتُ بنوم عميق، نهضتُ عند توقف الحافلة على أول حاجز يفصل ما بين حماة وإدلب وإذ بجندي يركضُ مسرعًا نحو الباص صرخ بصوتٍ عالٍ من هي تالا فلم أجب عاد وكرر سؤاله بصوت أعلى، حاولتُ الكلام ولكن الخوف منعني عنه، استجمعتُ القليل من القوة وقلت له بصوت ضعيف خائِف: أنا…أنا “ت ا ل ا”.

غضب غضبًا شديدًا وبدا رأسه كبركانٍ يلفظ حممه البركانية في كل مكان وأمرني بالنزول من الباص بسرعة…

نزلت منها بخطًى وئيدة كئيبة وسحابة الدمع الرمادية في عينيَّ تبرق وترعد، وإذ به يأخذني لغرفة التفتيش الباردة، كانت كالبرزخ الفاصل ما بين الحياة والموت فهي آخر مكان قبل زجي في السجن، أدركت لحظتها بأني رهن الاعتقال وبأن اسمي الجميل الذي كنت أحبه سيستبدلونه برقم يختاروه لي…

وبعد عملية تفتيش دقيقة طالت أغراضي وملابسي، تم أخذي لمنفردة في سجن من سجون مدينة حماة.

وحيدة بلا أمل… بلا حياة

وبعد رميي ملقاة على الأرض داخل المنفردة بكيت… بكيت حتى ارتوت الأرض بدموعي… 

لقد كنت كجثة هامدة باردة ظننت أن الموت آت لا محالة، فالغرفة كانت مظلمة بشكل كبير وباردة كأنها ثلاجة موتى… حاولت أن أنام ليلتها ولكن لم أتمكن من النوم، وددتُ لو كان معي أي شخص كائنًا من كان لعلي أحادثه وأخفف من وحشة المكان البارد الذي أنا فيه ولكني كنت وحيدة بلا أمل وبلا حياة…

بدأت معدتي تصدرُ أصواتًا عالية فقد داهمني الجوع، وخارت قواي ولكن لا شيء هنا سوى أنا والكثير من الخوف والذكريات.

مر اليوم كسنة وخِلتُ نفسي في منام سأستيقظُ منه وأنهض بعد قليل.

نمت وأنا كلي أمل بأن ما أنا به الآن سيزول عند استيقاظي ولكن للأسف أفقتُ على واقعٍ وحقيقة…

لقد كان والدي محقًا حين أطلق عليَّ مسمى “زهرة الشمس” فهذه الزهرة تموت بدونها، وأنه بدون شمس الحرية جثة هامدة عدا من الألم.

وبعد ساعات فُتح باب الزنزانة بسرعة، وإذ به جندي مخيف بجسد معضل ورأس أصلع وسيجارة تنبعثُ منها رائحة الأجساد التي احتوت ندب جمرتها…

اقتادني نحو غرفة التحقيق، بحبال كبلت يدي وعُصبة سوداء على عينيّ، كان شعورًا غريبًا يشبه جر الخراف للمسالخ، وبعد ساعات من التحقيق أعادوني لثلاجة الموتى تلك…

مر يومين وربما سنتين حسب توقيت السجون فكل يوم فيها يعادل شعور سنة خارجها…

وبعد اليومين دخل الحارس وطلب مني الخروج بسرعة لوهلة ظننت أني سأخرج من هنا بدون عودة؛ وعاد الأمل إليّ بعد انقطاع، ولكن ما لبثت السعادة بالمكوث حتى اضمحلت أمام كلمات الجنود الذين قالوا لي بأن مكاني ليس هنا بل في مكان آخر…

آلافُ التساؤلات تدور في رأسي دون إجابة حتى على سؤال واحد…

كان طريقًا طويلًا ولكن لم أكن وحدي في السيارة فقد اكتظت بالمعتقلين والمعتقلات المكبلين بأصفاد من حديد… كنا نشبه الجثث المحملة في سيارة الموتى نحو مرقدنا الأخير.

وبعد ساعات وصلنا لتبدأ معاناة جديدة وسجن جديد داخل سجن أكبر، فهذه البلاد باتت كالسجن الكبير لأبنائها وأما المعتقلين والمعتقلات فهم دخلوا من سجن كبير إلى سجن أَصغَر.

وما هي إلا دقائق حتى وزعوا علينا لوحات مرقمة، كل منا يحمل رقمًا، وأما أنا فقد كان الرقم 501 من نصيبي وبات اسمي ووصفي وكل ما يعبر عني.

أي وجعٍ أشد من أن نمسي أرقامًا وإحصائيات! وكأن أحلامنا وذاكرتنا ما هي إلا شيء من سراب.

كنت سعيدة لأني لم أكن وحيدة هذه المرة فقد تعرفتُ على معتقلات شاركنني الغرفة الصغيرة تلك، والجراح تهون على صاحبها حين يتقاسمها مع أصدقائه، لقد كنا كالعائلة التي جمعتها الجراح الواحدة والحلم الأكبر بالخروج من هنا إلى هناك، وحين أقول هناك أي إلى مكان دافئ فيه طعام وماء، وفيه حية.

كابوس..

أفقتُ على أصوات التعذيب، وعلى أصوات البكاء والنحيب، يبدو أن الليلة لن تمر على ما يرام، فقد تم جر الرجال وبعض النساء إلى مسلخ التعذيب حيث يُشبح كل شخص لمدة لا تقل فيها عن ثلاث ساعات، يُضرب خلالها بسوط يترك آثارًا من الندوب على الجسد والذاكرة لا تزول.

لقد كنت خائفة عليهم، بكيت حتى جف الدمع في مقلتي، وبدأت بالصراخ، كانت نوبة من الهلع بسبب الأصوات والعذاب، فقد كنت أرتجف مع كل صوت لضرب السوط على جسدِ شخص ما، وكأن الضرب على قلبي.

حاولت إحدى المعتقلات التخفيف عني، وبعد أن هدأت ركضتُ مسرعة نحو الجدار فقد لمحت مئات العبارات المحفورة بخط صغير…

(رضاكِ يا أمي، يا رب أخرجني من هنا، إن جاء يوم ولم تروني فهذا خطي تذكروني، لستُ حزينة على نفسي كل ما يحزنني هو دموعكِ يا أمي عليّ… أعدكِ يا أمَي حينما أخرج سأتزوج وبجانب هذه العبارة قلب وسهم وحرف اسمه واسمها، …………)

والعشرات من العبارات التي حُفرت على جدران ذاكرتي أيضًا، فإلى اليوم لم أنساها، ولم أستطع رغم كل محاولاتي لنسيانها، ولكن هنالك أمور لا تُمحَى ولا يَزولُ أثرها…

لقد كانت تلك الجدران شاهدة على الدموع وعلى المعاناة… كانت شاهدة على الظلم والقهر، كانت العين التي رأت وشاهدت ما يشيب له الغلمان وتنفطر عليه القلوب…

وأما نحن فقد كنا الأرقام التي مآلها أما الموت وإما الموت…

وفي إحدى المرات نظرتُ لنفسي عن طريق انعكاسها على لوح زجاجي داخل الزنزانة، لم أعرف نفسي! دُهشت مما رأيت لقد نام الليل تحت عيني، وذبلت ملامحي كزهرة قُطفت وتُركت على رف منزل مهجور…

كيف بإمكان شهرين فقط على تحويل شكلي لهذا السوء؟

ما كل هذا الشحوب؟ أين بريق عيوني؟ أين تلك العيون البنية الجميلة والواسعة والوجه المدور؟! 

لقد نقص وزني بشكل كبير وتساقط الكثير من شعري كتساقط أحلامي مني ساعة إدراك لمصيري المجهول، وأما قلبي بات ينزف حاله كحال ذاكرتي…

كيف لا ينقص وزني وقد كانت وجبة طعامنا الوحيدة رز مسلوق أو بيضة واحدة، وفي بعض الأحيان خبز جاف والبعض من الماء؟

أَحلامٌ فِي منفى..

كانت معاناتي لا تقل عن معاناة الآخرين معي في هذا المكان فقد قاسينا كل أنواع القهر والظلم والحنين…

كنا نجتمع حول بعضنا البعض وكل منا يحدث الآخرين عن عائلته، ويخبرهم عما سيأكله عندما يخرج، ويتحدث بشغف عن الأحلام التي سيحققها والأماكن التي سيرتادها…

كنا نحدث بعضنا البعض أحاديث دافئة عن الأمل والشغف وكنا نستمد من هذه الأحاديث النور…

ولكن لا أظن أن هناك شيئًا أشد قساوة من الأمل المزيف، الأمل المزيف أشد ألمًا على النفس من اليأس الدائم…

فقد كانت هناك فترة تسمى فترة الإفراج، حيثُ يأتي أحد الحراس بخطى ثقيلة، وصوته الخشن يسبقه والمسافة التي يقطعها ما بين الباب الخارجي وباب الغرف كمسافة ألف سنة، وبين كل خطوة والأخرى كانت دقات قلوبنا تتسارع وتتعالى والجميع يتمتم بالدعاء: يا رب أنا، يا رب اسمي…

ولكنه أما مهدد بالانقراض يُمحى عند لفظ اسم أحدهم…

كنا نفرح لأجله وفي الوقت عينه نبكي على أنفسنا وعلى السراب الذي ظنناه حقيقة…

ولكن رغم كل هذا كان لديَّ إيمانُ قوي بأن جناحيَّ ستُحلق ذات صبح… ذات شمس…

وفي إحدى الليالي القاسية التي غادرني فيها النوم كما غادرني الفرح، ركضتُ إلى زاوية الغرفة وبدأت بالدعاء. دعوت حتى غفوت، نمت ليلتها والحزن يملأ قلبي… 

لم أكن أعرف ما ينتظرني، لم أكن أعرف أن الشمس ستشرق، وأن زهرة دوار الشمس الصغيرة تلك ستعانق أشعة الشمس…

كل ما كنت أعرفه أن النوم هروب والحلم عندي حياة…

إفراج…

وَقفتُ أمام الباب الحديدي البارد، الفاصلِ بينَ غرفة الحداد وممر الشمس… 

وأنا ما بين وبين… 

يصرخون في وجهي أن أحضِري أَغراضك… 

لملمتُ شتاتي، وَجَمعْتُ بقاياي المُتناثرة في أرجاء المَكان… ألقيتُ نظرة أخيرة على الحائطِ الذي حفرت عليه بأظافري عدد أيامِ مَوتي…حَدقتُ جيدًا في بقايا قطعة الخبز اليابسة وحبة البطاطا المسلوقة… والجمل المحفورة على الجدران… 

والكّوة الصغيرة في السقف التي لا تسمح حتى للهواء بالمرور… نظرتُ للبقية بنظرة ممزوجة بالفرح اليتيم والحزن…

كأَنِّي أَوَدُ أن آخذ معي كل من شاركونِي الجُرْح؛ فليس عدلًا أن نَحزَنَ سوية وأَفْرح بمفردي… حَاولتُ أَن أَمضي تاركة ورائي ذكرياتي السوداء، لكِنها نُدبة في القلب سَرمدية الأثر… 

قطع سلسلة تخيّلاتي صوت الحارس: جيبي غراضك بقا ولاا حابة تضلي باستضافتنا… 

هه إذا بدك تضلي ترى ما عنا مشكلة… 

مشيتُ هرولة نحو الباب… دقات قلبك تسبقني… 

خرجت… 

لَامسَ وجهي شُعاع الشمس… 

_وهنا فقط صمتتُ كُليًا عدا من صَوتِ صراخ قادم من الداخل… 

يا الله حرية… 

… 

ومضيتُ نحو الشمس

أرفعُ جُنحي المكسور  

نحو الغيم أمضي.. 

بحثًا عن حلمي المنثور 

بينَ ألف نجمة ونجمة

لا العمرُ يجدي دون حلم أو هدف 

ما قيمة الدنيا إذا مات الشغف؟ 

..

مما لا تمحوه الذاكرة…

مر من الأعوام خمس ولم أنسَ كل الذي حصل معي ولكن ما ازددت إلا قوة… 

أنا اليوم طالبة في قسم اللغة العربية، ومدربة في عدة مجالات وقد حققت ما أردت…

لا أنسَ وجوه الذين عشت معهم الفرح والحزن، ولا تقوى ذاكرتي على محو أصوات التعذيب فقد كنت شاهدة على الإجرام والظلم، بل كنت ضحية.

نعم كنت ضحية وأنا اليوم ناجية وحالمة. 

أنا اليوم أنا، وسأكون غدًا ما أريد.

شارك المقال:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn

ساهم في كتابة المقالات

ساهم مع عشرات الأصدقاء الذين يقومون بنشر مقالاتهم في برنامج واثقون بشكل دوري. اجعل صوتك مسموعًا وابدأ مشاركتك اليوم

قد يعجبك أيضًا

المقالات المشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *