“لا تعتبر العين جيّدة إلا بقدر ما يمكن أن تراه”
آتيكِ منكسراً وصوتي متعبُ
أرقٌ بعيني..
والفؤادُ معذّبُ
قالوا هُزمتَ..
وكم بها قد يهزمُ الرجل القويُّ ويُغلبُ
يا حلوتي انتبهي
فبعضُ خسارةٍ تبدو عليَّ
وبعضها يتأهّبُ
فلديّ من نار القصائد جمرةٌ
ولديّ في خطر المهالكِ ملعبُ
ولديّ أسوارُ
تُطيل ثباتها
وإذا رأتكِ بلحظةٍ تتخرّبُ
ولديّ أسئلةٌ رسمتُ ظلالها بدماءِ من ذهبوا
ومن لم يذهبوا
ولديّ بحرٌ كنت قد خبأته في داخلي
وجعلتهُ يتسرّبُ
ولديّ صحراءٌ يُرى برمالها وجهُ الحقيقةِ
حائراً يتصببُ
والصمتُ عندي والكلامُ كلاهما من لحظةِ البدءِ القديمةِ يرقبُ
والكلّ في قلبي وقلبي في يديكِ
فعانقيهِ لأنّه يتقلّبُ
كلّي خساراتٌ
فردّ شالك الخمريّ فوقي
فالصقيعُ سيضربُ
ودعي الهروب فربّما لم يبق لي في غير وجهكِ مهربُ
إني قرأت الليلَ..
كنت شقيقهُ
والشمسُ عندي قد تبين وتغربُ
والنارُ أيقظتُ الحنينَ بمائهِا وشربت منها ما يرقّ ويعذبُ
ودخلت في سردِ الملاحم كي أرى ربّاً ينوءُ
وآخراً يتقرّبُ
وسمعتُ أغنيةَ الرثاءِ
تقولُ لي: الكلّ عندي زائل وسيذهبُ
وإذا بهِا انكسرت
أساطيرُ التوجّسِ
عندها صوتُ الغريب سيصلبُ
فلمن تركتِ النهر..!
يسحبُ دمعتيهِ ويختفي خلف الضفافِ وينضبُ
ولمن تركتِ الوقت..!
يكسر عقربيهِ.. كأنّهُ ما عاد ينفع عقربُ
لا بدّ أن يصل الهديلُ حمامَهُ
أو أن يلاقي
مشرقيهِ المغربُ
أو أن نزور الغيم لحظة برقهِ
أو أن نرى البركانَ
لحظة يغضبُ
أو أن نجيءَ إلى التوهّم مرّةً فلربّما دمعُ اليقين سيكذبُ
هذا جنونٌ يا جميلةُ
فاحذري.. أنّا ذهبنا فالحقيقةُ ترعبُ
فمتى
يعود من الضياعِ ممزقٌ
ومتى يتوب عن الخطيئة مذنبُ
إنّ الإجابة
كالسؤال غريبةٌ
حتّى وبعدُ يديكِ عنّي أغربُ..!