كيف تكون التربية على المواطنة؟

رونجيه حسين

التربية على المواطنة هي التنشئة والتعليم اللذان يوفران المعرفة الأساسية اللازمة لكل فرد في المجتمع؛ وذلك لتمكينه من المشاركة السياسية، والاجتماعية، والمدنية الكاملة

التربية على المواطنة هي التنشئة والتعليم اللذان يوفران المعرفة الأساسية اللازمة لكل فرد في المجتمع؛ وذلك لتمكينه من المشاركة السياسية، والاجتماعية، والمدنية الكاملة ضمن حدود القانون والحقوق والواجبات من خلال التعرّف على مفاهيم عدة مثل؛ السياسة، والبرلمان، والتصويت، وحقوق الإنسان، والعدالة، والاقتصاد، بالإضافة إلى مهارات المواطنة النشطة، ومتابعة الأحداث المحلية والعالمية، مما يؤدي إلى تأمين مستقبل الجميع وإنشاء مجتمع متحضرٍّ وواعٍ.[١][٢]

كيف تكون التربية على المواطنة؟

إليك ما يلي بعض المعلومات المتعلقة بالتربية:[٣]

يمكن البدء بالتربية على المواطنة مع الأطفال وطلاب المرحلة الابتدائية؛ وذلك من خلال تعلّم المبادئ الأساسية للمواطنة وما يعنيه الانتماء والولاء، بالإضافة إلى تعريفهم بأهمية التعبير عن رأيهم، ومعرفة مدى أهمية دور كلّ فرد في المجتمع.

تقديم أمثلة جيدة عن المواطنة للطلاب، وتعريفهم بشخصيات وطنية وعالمية أحدثت فرقاً من خلال المشاركة الفعالة في المجتمع والحياة المدنية، فغالباً ما يكون للقصص الحقيقية عن المواطنة الصالحة تأثيراً كبيراً في نفوس الطلاب.

يحتاج الطلاب إلى اكتساب المعرفة حول الحكومات المحلية، والتعرف أيضاً على الثقافات والقضايا العالمية، بالإضافة إلى تعلم المواطنة كأداة للعمل مع بعضهم البعض وتحسين الإنسانية.

إعطاء الفرصة للطلاب لتعريف المواطنة بمصطلحاتهم الخاصة ومناقشة ما تعنيه لهم، مما يعزز النقاش الصحي حول القضايا المهمة، حيث يمكن أن يساعد ذلك في إنشاء ثقافة الحوار القائم على الاحترام المتبادل، بالإضافة إلى ضرورة معاملة الآخر بود ولطف.

يمكن تنظيم فعاليات للطلاب لتعريفهم بالمواطنة بشكل ممتع؛ مثل تنظيم حملات لجمع الأموال للمحتاجين، أو إلقاء خطابات ليعبر فيها الطلاب عن أهمية المواطنة بالنسبة لهم، أو تنظيم انتخابات وهمية لتوضح للطلاب كيفية التصويت وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.

مسؤولية التربية على المواطنة

دور الأسرة في التربية على المواطنة

تقوم الأسرة بتعليم أجيال المستقبل العادات والقيم الاجتماعية الهامة، مما يجعلها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، حيث أثبتت الدراسات أهمية دور الأسرة في بناء شخصية الطفل خلال السنوات الأولى من حياته:[٤][٥]

تربية الطفل على التسامح، وحب الآخرين، وتقديم المساعدة، والإحسان، والعطف، وعدم الاستهزاء بالآخر في حال وجود اختلافات.

التعريف بالشخصيات الوطنية التي كانت مثالاً على المواطنة الصالحة، مما يعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة وقيمها لدى الأطفال.

حثّ الأطفال للحفاظ على نظافة الممتلكات العامة؛ كالشوارع، والحدائق، والمدارس، ووسائل النقل.

تعويد الأطفال على احترام القوانين، والأنظمة، وغرس شعور الانتماء للوطن.

تذكير الطفل بدور كل شخص في المجتمع، وأهمية المحافظة على مبدأ التعاون، والمشاركة بين جميع الفئات لبناء مجتمع مستقر وآمن يشتمل على حقوق وواجبات يضمنها ويوفرها لأفراده بشكل متساوٍ.

تأثير المدارس والجامعات في التربية على المواطنة

المدارس والجامعات هي مؤسسات أساسية مكلّفة بنقل وإدامة القيم الاجتماعية والمدنية والسياسية والتعريف بمفهوم المواطنة:[٦]

يمكن أن تقوم المدارس بتمثيل القيم الديمقراطية من خلال تعزيز مناقشة القضايا، ودعوة الطلاب للمشاركة في تشكيل الحياة المدرسية الفعالة؛ وذلك بهدف تعزيز المعرفة المدنية.

تشجيع الطلاب على النظر إلى المشكلات والتعامل معها كعضو فعال في المجتمع؛ وذلك من خلال العمل مع الآخرين بطريقة تعاونية، وتحمّل المسؤولية عن أدوار وواجبات كل فرد.

تعزيز القدرة على فهم الاختلافات الثقافية وقبولها، بالإضافة إلى التفكير بطريقة نقدية ومنهجية، والاستعداد لحلّ النزاعات بطريقة غير عنيفة.

دفع الطلاب إلى تغيير أسلوب حياتهم وعاداتهم الاستهلاكية لحماية البيئة والموارد الطبيعية.

تعليم الحساسية تجاه حقوق الإنسان والدفاع عنها، بالإضافة إلى المشاركة في الحياة السياسية على المستويات المحلية والوطنية.

فهم كيفية تنظيم المجموعات، وممارسة القيادة، ووضع القوانين وتنفيذها، والحفاظ على العدالة الاجتماعية، والمشاركة في تطبيق الإصلاح.

تأثير الإعلام وشبكات التواصل في التربية على المواطنة

إليك بعض هذه التأثيرات:[٧][٨]

أعادت وسائل التواصل الاجتماعي تحديد معايير الأشكال الراسخة للمشاركة السياسية وسهّلت تطوير أنواع جديدة من المشاركة.

يستخدم المواطنون اليوم وسائل التواصل للبقاء على اطلاع بآخر الأحداث، والتواصل مع المواطنين الآخرين والسياسيين والصحفيين، وإنشاء وتوزيع محتوى رقمي، وتنظيم الحملات، وجمع الأموال بين التطبيقات المختلفة.

أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ظهور ما يُعرف بالمواطن الرقمي، وهو الشخص الذي لديه المعرفة والمهارات اللازمة لاستخدام التقنيات الرقمية للتواصل مع الآخرين والمشاركة في المجتمع.[٩]

عملت وسائل الإعلام على تعزيز قدرات المواطنين في حصولهم على المعلومات، وتشجيعهم على الحدّ من العنف، والقضاء على التمييز بين الجنسين والعنصرية.

عززت وسائل الإعلام من تداول وجهات النظر المتعددة، وإظهار الرأي والرأي الآخر، كما أنها أتاحت الممارسة الفعلية للمواطنة، وتمكينه من المشاركة في عمليات صنع القرار المختلفة في المجتمع.

أهمية التربية على المواطنة

فيما يلي ذكر لأهمية التربية على المواطنة:[١٠][٣]

تساعد التربية على المواطنة الناس في فهم المجتمع الديمقراطي، وكيفية التعامل معه.

تمكّن التربية على المواطنة من تقديم مساهمات إيجابية من خلال تطوير معرفة الأفراد بمسؤولياتهم وحقوقهم، بالإضافة إلى إعدادهم لمواجهة التحديات والفرص كبالغين وأصحاب أعمال.

تؤثر المواطنة على اختيارات وأفعال كل فرد ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضاً على المستوى الدولي؛ وذلك لأن المواطنة تعمل على تطوير مدونة أخلاقية قوية للأفراد لإنشاء مجتمع آمن وداعم للديمقراطية.

تشتمل التربية على المواطنة الكثير من المفاهيم الإنسانية التي يجب على كل فرد في المجتمع أن يمتلكها؛ مثل الصدق، والرحمة، والاحترام، والمسؤولية، والشجاعة والمساهمة الإيجابية، بالإضافة إلى المشاركة والتعاون.

شارك المقال:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn

ساهم في كتابة المقالات

ساهم مع عشرات الأصدقاء الذين يقومون بنشر مقالاتهم في برنامج واثقون بشكل دوري. اجعل صوتك مسموعًا وابدأ مشاركتك اليوم

قد يعجبك أيضًا

المقالات المشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *