أَلا مَن للفُؤَادِ إذا تَذكَّر
وصَبٍّ مُدنَفٍ في اللّيلِ يَسْهَر
تَحرَّقَ قلبهُ حتَّى تَلظَّى
وكَم من مُستهَامٍ قد تَسعَّر!
أَلِيمٌ أن تَبِيتَ بذكرياتٍ
وتسألُ لو يكونُ اللّيلُ أَقصَر
تُلاحِقُني المخَاوِفُ حيثُ أَمضِي
كأنَّ البُعدَ ذَنبٌ ليسَ يُغفَر
ويُتعِبُني طموحي في زمانٍ
إذا أقدمتُ في أملٍ تأخَّر
أرى البلوَى تُصاحِبُ كلِّ حيٍّ
بَعِيدٍ عن بَلادٍ أو مُهجَّر
بلادٍ تكثرُ الأنواءُ فيها
ويحلُو مَربَعٌ ويَطِيبُ مَنظَر
وتقرأُ للنَوَارِ بها كلاماً
وتفسيراً لحُسنٍ لا يُفَسَّر
بها أُرجوحَةٌ عُلِّمتُ فيها
بتَحلِيقي سيَغدُو الكونُ أَكبَر
بها في كلِّ رابيةٍ غِناءٌ
وأوراقٌ، وأشعارٌ، ومِنبَر
أُحِبُّ غروبَ شمسٍ في سمَاهَا
أُحِبُّ الليلَ سِحرَاً حينَ نَسحَر
أُحِبُّ وما وجَدتُّ لها مَثِيلاً
وليسَ الحُبُّ عندي أن يُكرَّر
يعزُّ عليّ يوماً أن أُلاقي
منازِلَ من أحبُّ بِها تُدمَّر
وقد ودَّعتُها والقلبُ يَبكي
وقد فَارقتُها والبَينُ يَقهَر
نُعانِي الشَّوقَ نَحلُمُ رَغمَ يَأسٍ
نُجمِّعُ في النَّوى قلباً تَكسَّر
نُحاوِلُ أن تكونَ لنا بلادٌ
وأَن نَحيا بعزٍّ ليسَ أَكثَر …
إباء الكدرو #