“قابَ حُبّين”
زِدنِي منَ الحبِّ حُبًّا وامض فيه سُرى
واجعلهُ نهجًا قويمًا حيثُما عبَرا
رتّل حروفكَ
كي ترقى لأمنيةٍ
تُعيد حُلمًا مضى من بعدِ ما هجرا
مَن أنتَ ؟
سرٌ لدى التأويل..
ليسَ لهُ إلا اختفاءٌ سريعٌ كلّما ظهرا
آوي إلى الرّكنِ حيثُ الأرضُ متعبةٌ
أتلو مِنَ الحبّ شيئًا يشبهُ السّورَا
يا عابرَ الدّهرِ إنّي مسّني شجنٌ
أعيذُ قلبيَ لمّا أنّ وانفطرَا
أعيذُ قلبيَ مِن حربٍ تؤرّقهُ
وذكرياتٍ وشوقٍ في المدى انتثرا
لا تعذليني
فهذا الشّعرُ يشهدُ كم
وهبتُكِ القلبَ يافيحاءُ والعُمُرَا
لكنّهُ القدرُ المكتوبُ مِنْ أزلٍ
فحيّ قلبًا على الأقدارِ قدْ صَبرَا
يكفيهِ يا شامُ جُرحًا حينما ابتليتْ
روضُ البلادِ بظلمٍ فاستحلتُ ثَرى
يكفيهِ لمّا رأى نارًا تلظّى بِها
وليسَ مِن حولها مَن يُطفئُ الشّررَا
وأنّ مِن حمصَ للشهباء لي وطنًا
يحيا بهِ الصّبُّ حيثُ الصّبُّ فيهِ سَرى
وأنتِ يا شامُ يا جرحي القديمَ متى
ألقاكِ سالمةً مِن كلّ ما ذُكرا
غدًا يُقالُ ضَعُفنا حينَ فُرقَتِنا
و أَتْعبتنا الخُطى
فَلنُرجِعِ النّظرا
نحتاجُ يا شامُ
عزمَ الأنبياءِ
وحُلمَ الأنبياءِ
ونَهدي كلَّ مَنْ كَفَرَا
نحتاجُ يا قِبلةَ الأحرارِ معجزةً
وصوتَ معتصمٍ يستنهضُ البَشرا
حتّى يُقالَ
بأنّا ما استكانَ لنا سيفٌ
وسِرنا إلى ساحِ العُلا زُمرَا
وافيتُ روضكِ يا شام الهوى تَرِبًا
كناسكٍ في هوى محرابهِ كُسرَا
مُدّي يديكِ وقولي
النصرَ موعدنا
حتّى يقولَ فؤادي إنّهُ جُبِرا