—————————–
يصبُّ على طريقِ الدارِ صبرَا
لينسُجَ من دموعِ العينِ شِعرَا
مسيرتهُ معَ الأوجاعِ باتتْ
جراحًا تزرعُ الآفاقَ قهرَا
رحيلٌ في مدَى عينيهِ يبدُو
جحيمًا يملأ الأكوانَ جمرَا
يشيخُ على دروبٍ من حنينٍ
وبينَ الموتِ والأوطانِ بشرَى
فمَا طعمُ الحياةِ بلَا ترابٍ
يراهُ مهجَّرُ الأوطانِ تِبْرَا
هنَا وطنٌ على بعدِ اشتياقٍ
وما طالتْ ذراعُ الشوقِ نصرَا
هنَا دمعٌ سيُعجنُ في ترابٍ
ليبقَى للغدِ المنشودِ ذكرَى
فكم عذرٍ حملتَ بكلِّ مترٍ
مَضَيتَ بهِ وما أسقطتَ عذرَا
وما حمَلتْ كفوفكَ دفءَ دارٍ
ولا حملَ الظلامُ إليكَ فجرَا
خطاكَ الحائراتُ أتينَ سعيًا
علَى الغُصَّاتِ،والأوجاعُ تَتْرَا
فبينَ المجدِ والتهجيرِ قهرٌ
إذَا حمَّلتهُ للطودِ خرَّا
تقلَّبتِ الجموعُ فكنتَ جمعًا
تسيرُ ولم تهبْ بالله أمرَا
فكم أنشدتَ من تحتِ الدوالِي
وكم غنيتَ للتنورِ ظُهرَا
وكم لوَّحتَ للجيرانِ أهلًا
وكم من عابرٍ ضمَّيتَ جبرَا
وكم غنيتَ للساروتِ عزًّا
وكم أنشدتَ للقاشوشِ فخرَا
وكم سالتْ دماكَ على ترابٍ
ليحيَا الطفلُ في الأوطانِ حرَا
فأقسَى العيشِ أن تحيَا بمنفَى
وبيتكَ كانَ بالزوارِ قصرَا
فصبركَ شامةٌ في خدِّ شمسٍ
محالٌ أن تُرى للناسِ جهرَا
ونصرُ الحرِّ أن يحيَا كريمًا
وإلا فليكنْ موتًا وقبرَا
———————————-
محمد أيهم جمال سليمان