كانَ الفضـاءُ الرَّحـبُ عـُشَّاً واسـعاً مَنْ زَيَّنَ الأقفـاصَ للصـَيّادِ ؟! لا ذَنبَ تحملُهُ السـُّيوفُ بقتلِنا بل كانَ ذلكَ فكرةَ الحـَـدّادِ حـُريّةُ الإنسانِ أصلُ وُجودِهِ رَفضَ القيـودَ بـِصرخةِ الميلادِ

…………………………………………….

قبلَ الطـُّـغاةِ وفكـرةِ الأصـفادِ

وقسـاوةِ السـَـجّانِ والجـَـلّادِ

كانَ الفضـاءُ الرَّحـبُ عـُشَّاً واسـعاً

مَنْ زَيَّنَ الأقفـاصَ للصـَيّادِ  ؟!

لا ذَنبَ تحملُهُ السـُّيوفُ  بقتلِنا

بل كانَ ذلكَ فكرةَ الحـَـدّادِ

حـُريّةُ الإنسانِ أصلُ وُجودِهِ

رَفضَ القيـودَ بـِصرخةِ الميلادِ

لـِ ” سـبارتَكوسَ ”  بجبهةٍ مـرفوعةٍ

بالموتِ  ،  مـَنصـوباً على الأعـوادِ (١)

” سيزيفُ ” يا ” سيزيفُ ” كمْ منْ صخرةٍ

قد أرهَقَتْ بالظـُلمِ ظهرَ بلادي(٢)

تَتَدحرجُ الأحلامُ منْ جبلِ المُنى

ونعودُ نزحفُ منْ ظلامِ الوادي

هذي الخـِيـامُ مراكبٌ لـِقضيّةٍ

سـَتُعانقُ الشـُـطآنَ في الميعـادِ

ظمأٌ على ظمأٍ وأيقظَ ريقَها

فـَجـرُ الكرامةِ بعد طولِ رُقادِ

قد آمنتْ بالعدلِ أسَّ تَقَدُّمٍ

وحضارةٍ مشدودةِ الأوتادِ

والحـَقُّ ميراثُ البلادِ لأهلِها

ووصيُّةُ الأجـدادِ للأحـفادِ

هل صانتِ الدّولُ العظيمةُ حقّها

إلا بصونِ كـرامةِ الأفـرادِ؟!

سـَنقولُ :  سوريّا  ،  ويرتدُّ الصدى

لٌيـُعيـدَ تاريخـاً منَ الأمجـادِ

” أغاريتُ ” عـَلّمتِ  الحياةَ وحـَرّرَتْ

عـُشـّـاقَها منْ قبضةِ اسـتعبادِ

سـَنقيمُ ميزانَ الحياةِ بصبرِنا

ونـُعيـدُها صـُفواً منَ الأحقـادِ

وسيكملُ الحـُلُمُ  العظـيمُ مسيـرَهُ

بإرادةٍ وينالُ كـُلَّ مـُرادِ

ويعـودُ  ” عنترةٌ ” بأبيضِ قلبِهِ

وسيهزمُ الطغيـانَ في

” شـَـدّادِ  ” (٣)

ويَعـودُ للأعشـاشِ سـِربُ بلابلٍ

حـُرِمتْ بموطـِنها منَ الإنشـادِ

…………………………

آلاء مصطفى علي

…………………………

الهوامش

١_ سبارتاكوس Spartacus هو من مصارعي الحلبة الرومانية من أصل ثراسي مع جالوس كريكسوس وانميوس وجانيكوس وكان أحد قادة ثورة العبيد في حرب الرقيق الثالثة وهي إحدى كبرى الانتفاضات التي قام بها رقيق الامبراطورية الرومانية، ويمكن قراءة الاسم ( سبارتَكوس) كما ورد في القصيدة.

٢_بحسب الميثولوجيا الإغريقية فإنّ سيزيف قد عاقبه كبير الآلهة عندهم بأن يحملَ صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت الصخرة مرة أخرى إلى الوادي، فيعود إلى إصعادها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبديّ.

٣_عنترة ابن شداد العبسى، النموذج العربى الأشهر، فى أن يملك الرجل قدره ويصنع مستقبله، لم يعترف بالقيود ولا بالظروف المحيطة، وآمن بأن الإنسان يحمل قدره وأن قلبه وأفعاله هما ميزان وجوده فى هذا العالم.

……………………

الرؤية: 

إنسانٌ حرٌّ مكرّم يتمتع بكافة حقوقه التي جاءت بها الشراىع السماوية والتشريعات الإنسانية  ،  وصون حقه في التعبير وأن يأخذ حقه في ظل قوانين عادله ويقوم بواجباته. 

……………………

المعاني: 

جاءت القصيدة لتسليط الضوء على أهمّ القِيم الإنسانية  ،  كالحرية والعدالة وكرامة الإنسان وحقه في العيش والتعبير  ،  وكذلك تسليط الضوء على نضال الإنسان عامة والسوريّ خاصة لانتزاع هذه الحقوق. 

واستخدمت الشاعرة الرمز والأسطورة من التاريخ كما هو مطلوب في شروط التقديم، والإيحاء والتكثيف لإيصال هذه المعاني والبعد عن المباشرة الجامدة، وذلك من خلال رمزي ( سيزيف وسبارتكوس ) الغربيين، ورمز ( عنترة ) العربيّ.

ومع ذلك لم تهملِ القصيدة واقع الإنسان السوريّ فجنحتِ القصيدة إلى ذكر معاناته وأحلامه وطموحاته ونضاله من خلال ذكر الخيام وما فيها من آلام وآمال مع الإشارة إلى تاريخ وأمجاد الشعب السوري تاريخاً وجغرافيةً.

شارك المقال:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn

ساهم في كتابة المقالات

ساهم مع عشرات الأصدقاء الذين يقومون بنشر مقالاتهم في برنامج واثقون بشكل دوري. اجعل صوتك مسموعًا وابدأ مشاركتك اليوم

قد يعجبك أيضًا

المقالات المشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *