دور المرأة بشكل عام ودور المرأة الريفية بشكل خاص

01/06/2023

ولاء رشواني

                          دور المرأة في المجتمع السوري

للمرأة السورية دور مهم وكبير في بناء المجتمع حالها حال الرجل، فقد شاركت عبر العصور القديمة والحديثة في شتى المجالات، ولا سيما في العصور الإسلامية، وكان لها أدوار أخرى كثيرة شاعرة وملكة وفقيهة ومحاربة ومعالجة وغيرها، ولعل الدور الأساس للمرأة يتمثل في بناء أسرتها ورعايتها، حيث يقع على عاتقها كامل المسؤولية في تربية الأجيال وتأهيلهم لدخول المجتمع والاندماج فيه، وتتحمل بصفتها زوجة أمر إدارة البيت واقتصاده، وبصفتها موظفة تتحمل إدارة شؤون وظيفتها.

ومنذ بداية العقد العالمي للمرأة ازداد الاهتمام بقضية تمكين المرأة، وإتاحة الفرصة لها لممارسة دورها بفعالية مثل الرجل، والمساهمة في صنع القرار في مختلف مجالات الحياة الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، وقد أولت كثير من المنظمات والهيئات والدول الاهتمام بهذا المجال، وذلك من خلال إقامة مجموعة من المؤتمرات والندوات، وأشارت هذه الفعاليات بأشكالها المتنوعة إلى أهمية تمكين المرأة، وإعطائها الحق الكامل بالعمل في كافة الميادين.

ويمكن تعريف دور المتحدث عنه هنا بأنه مجموعة من الصفات والتوقعات المحددة اجتماعيا والمرتبطة بمكانة معينة، ويوصف هذا الدور بأنه اجتماعي، لأنه يوضح أن أنشطة الأفراد محكومة اجتماعياً، وتتبع نماذج سلوكية محددة، فالمرأة في أسرتها تشغل مكانة اجتماعية معينة، فهي الأم والزوجة والمعلمة والدكتورة والممرضة، ويتوقع منها القيام بمجموعة من الأنماط السلوكية تمثل الدور المطلوب منها على أحسن وجه.

فالمرأة قوة تغيير في المجتمع:

لعبت دوراً محوريا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرا أساسيا في إحداث عملية التغيير في المجتمع.

فإن التغيير الإيجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي  تشغل دور أساسي في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال مايقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، وماتتحمله كزوجة من أمر إدارة الأسرة.

ومع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم فقط بواجبها تجاه أسرتها وتربية الأبناء بل أصبح لها دوراً اجتماعيا كبيرا في شتى المجالات.

وبناءً على مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية تنوعت أدوراها في المجتمع على مختلف الأصعدة، وفي مايأتي بعض الأدوار المهمة التي تشغلها:

_ دور المرأة في الرعاية والدعم :

للمرأة دور كبير في أسس الرعاية والدعم المجتمعي في العديد من المجالات، حيث أنها تبذل أقصى طاقتها في رعاية الأطفال وكبار السن.

_ دور المرأة في التعليم:

تسهم المرأة بشكل كبير في تطوير الأسس التعليمية المختلفة في دول العالم، وذلك من خلال التدريس الأساسي المتضمن لقواعد ومفاهيم القراءة والكتابة في البيت والمؤسسات التعليمية المتنوعة.

_ دور المرأة في العمل :

 للمرأة دور كبير في تطوير سبل العمل في المجالات والقطاعات العملية المختلفة، كما أنها تسهم أيضاً في بث التأثيرات الإيجابية التي تطرأ على المجتمع ومكوناته.

 ولذلك كون المرأة عضوٌ في المجتمع فيجب أن تكون شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه وكونها تقوم بالأعمال المنزلية لايجب أن يلغي دورها الاجتماعي، لأنها شريكة الرجل في تحمل المسؤولية، ففي ظل حالة النمو والتقدم التي تشهدها المجتمعات نحتاج إلى كل الجهود والطاقات المجتمعية، فإذا جمّدنا دورها الاجتماعي فقد خسرنا نصف طاقة المجتمع، ومن هنا ينبغي أن نعزز دور المرأة الاجتماعي ومساندتها بشكل مستمر والعمل على تذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها مثل العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي تلغي كيان المرأة وتفرض عليها التبعية للرجل، وبعض القوانين والأنظمة المجتمعية التي تعيق تحقيق المرأة لذاتها، بالإضافة صعوبة التوفيق بين الدور العائلي والنشاط الاجتماعي.

إن المرأة نصف المجتمع من حيث التكوين وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتموين فهي الأم والأخت والزوجة والجدة والمعلمة والمربية والمعاملة و… إلخ وعلينا أن نكرم المرأة بمنحها كافة حقوقها لكي تستطيع أن تنخرط في شؤون البناء والتنمية على نحو فعال وحيوي، فالإحصاءات تشير إلى أن تعليم المرأة وتمكينها من العمل انعكس ايجاباً على الأسرة سواء في الأمور التربوية أو الاقتصادية أو الصحية، فأصبحت المرأة في أغلب الدول تشكل قوة ديناميكية داعمة للتطور والتحول في المجتمع، لذلك من الجيد التأكيد على أهمية تمكين المرأة لكي تكون قادرة على القيام بأدوارها بفاعلية، والمقصود بالتمكين هي العملية التي تشير إلى امتلاك المرأة للموارد وقدرتها على الاستفادة منها وإدارتها بهدف تحقيق مجموعة من الإنجازات للإرتقاء بالفرد والمجتمع.

المهام والأدوار التي تقوم بها المرأة الريفي في بناء المجتمع:

اذا بدأنا بالحديث عن المرأة الريفية فالحديث يطول ويطول ولانستطيع أن نقدّر ونثمّن ماتقوم به من أدوار سأذكر منها:

1.تتولى المرأة تدبير شؤون البيت وإدارته والوفاء بحاجات الأسرة ومطالبها اليومية.

2.ترعى الأطفال وتطّلع بمسؤولية تربيتهم خصوصاً في المراحل الأولى من حياتهم.

3.تعمل بالحقل ليل نهار سواء كانت مالكة للأرض أو عاملة بالأجرة.

4.تشتغل المرأة في ميدان الصناعات الريفية مثل صناعة الجبن ومنتجات الألبان والمخللات و.الخ.

5.تقوم المرأة بعمليات التسويق وبعض النشاطات التجارية.

وإذا مانظرنا إلى حياة المرأة الريفية:

 نجدها أول من يستيقظ في الصباح وآخر فرد في الأسرة تنام ليلا. تقوم في هذه المسافات الزمنية بحلب الحيوانات ثم تقوم بتنظيف المنزل وغسل الملابس وحياكتها وصيانتها، كما تقوم بإعداد الخبز وطهي الطعام وحفظه، كل هذا مع العناية بالأطفال ورعايته، ثم تتجه إلى حيث تقوم بتغذية الطيور والحيوانات والعناية بنظافتها، وبعد هذا تعمل على جلب الماء اللازم للمنزل سواء من العين أو بواسطة الطلمبة، وفي يوم السوق تتجه بما معها لتبيعه وتشتري ماتحتاج إليه الأسرة من هذا السوق وإلى جانب هذه المهام نجدها تذهب إلى الحقل لتقديم الطعام لزوجها وقت الغداء كما تقوم بمساعدته في أعمال الحقل.

فلا بد من من إكرامها ومكافأتها وتعظيم مكانتها وهذا ماحض عليه ديننا الحنيف وحتى تتضح تلك المكانة نجد أن الخطاب من الله عز وجل لآدم لم يقتصر عليه وحده بل خاطب الله عز وجل حواء معه لتكون شريكاً تحمل المسؤولية قال تعالى( وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين *فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوٌ ولكم في الأرض مستقرٌ ومتاعٌ إلى حين*)

فنلاحظ من خلال هذه الآيات أن المسؤولية كانت مشتركة بين آدم وزوجه ومن يعتقد أن حواء كانت السبب في إخراج آدم من الجنة هو اعتقاد خاطئ وباطل لا أساس له من الصحة وقول غير صحيح ماقال به أحد من العلماء أو العقلاء.

وتزداد مكانة المرأة توهجاً وتألقاً عندما نجد في القرآن الكريم سورة تحمل اسم النساء كما نجد الكثير من سور القرآن وآياته تسهب الحديث عن النساء فلقد تحدث القرآن الكريم عن السيدة الجليلة 🙁 مريم ابنة عمران) وماقامت به من خدمة لدينها ودنياها فقد قامت منذ نعومة أظافرها على خدمة بيت المقدس وهذا العمل هو من أجلّ الأعمال.

كما يبين لنا القرآن الكريم المعاناة التي لاقتها من سفهاء اليهود وكيف تعاملت معهم بأخلاق الصديقين،وصفاء المؤمنين، وقوة الأقوياء، وحكمة العقلاء.

ختاماً أقول للمرأة مكانة سامية في الدين الإسلامي، ومن يتبع آيات القرآن الكريم ويقف عندها متأملا يوقن لأول وهلة تلك المكانة التي لاتقل بأي حال من الأحوال عن مكانة الرجل.

شارك المقال:

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn

ساهم في كتابة المقالات

ساهم مع عشرات الأصدقاء الذين يقومون بنشر مقالاتهم في برنامج واثقون بشكل دوري. اجعل صوتك مسموعًا وابدأ مشاركتك اليوم

قد يعجبك أيضًا

المقالات المشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *