في مُنحنى العُمرِ أرخى الكونُ أثقـالَـهْ
ونـالَ مـن جِسمهـا المهـزول مـا نـالَــهْ
لـم يُبـقِ مـنـهــا سـوى أشـــلاء أرملـةٍ
فــي جُـبّــةٍ رثّـــةٍ .مثقوبةِ (الـشّــالَـهْ)
تلقّفتها يـــدُ الـمـنـفى عـلــى عــجَــلٍ
والفقـرُ أحـكـمَ فـي الأعـنــاقِ أغـلالَـهْ
تُقـــارعُ الفـقـدَ و الأهــــوالُ تجـلِدُهـا
و السَّـعدُ فـي مـأتـمٍ يرثي لهـا حـالَــه
تبـكـي وقـــد بــدّدَ الإمـــلاقُ هِمّتَـهـا
والدّمـــــعُ شقّ على الخدّينِ شـلالَــهْ
في كــل يــومٍ علـى أطــلال خيمتها
تلقى الأسى جارفاً في البابِ أوحالَـهْ
فــي خيمـةٍ مزّقتهـا الريــحُ واقتلعت
أوتـــادَهــا ، وأنــــاخَ القهرُ أحمــالَــه
تَبيتُ فـي معـظــم الأيـــــام جـائعـةً
بالخوفِ تَستـذكِرُ المـاضي وأطـلالَـهْ
يُلــوكُ أولادُهــا خـبــزاً إذا وجـــدوا
وتشتهي النفـسُ مـا لـمْ تَلْـقَ أمثالَـهْ
تحكي لهـم قصصاً ما قبـلَ نومِـهِـمُ
حتى يناموا فينسى الكـلُّ أحوالَـهْ
تَبقى تُهَدهِدُهُم .فـي اللـيـلِ تَرقُبهـم
مَـن مِنهـمُ فـارقَ الثاني و أومـا لَــهْ
في حِيرةٍ وعنــا مـن أجــل لُقمَتهم
وجَيبُـهـا فــــارغٌ يَشــتاقُ أمــوالَــهْ
عـامَت ببحرِ الأسى عَـقـداً بلا سُفُنٍ
أو مُنـقِـذٍ مَــــرّةً قــد مَــدًّ أحـبـالَــه
خـــارَت عزائُمهـا مــن ألـفِ عـائـقـةٍ
والبؤسُ يَحشدُ خلفَ البـابِ أرتـالَـهْ
معَ الْأسى سَهِرت بالأمـس دمعتُـهـا
و الحزن أنشد قُـربَ الجَفـنِ مَـوّالَـهْ
يــــا ليتهـا تَنفــعُ الأشــــعارُ أرملـةً
لكُنتُ أَهدَيتُهــا قـصــرًا و عُـمّـالَــهْ
يامـن لـهُ الأمـرّ مـن إلّاك يَسـتُرُهـا
ربٌّ كريمٌ.. ومن لَمْ يلقَ أفضالَهْ..؟!