لا تعذِلِيني فحزنِي فتَّتَ الكبِدا أما ترينَ لهيبَ الحربِ متَّقِدا
قصفًا وقتلًا وتهجيرًا فَوَا أسَفِي أمسى البُغاثُ على أشلائِنا أسدا !
ماذا أقولُ وأمسى الحرفُ يؤلِمُني يشكو المجازرَ لا يُحصي لها عَددا
أرى المحرَّرَ قد قامتْ قيامَتُهُ يستصرخُ النَّاسَ لكِنْ لا يرى أحدا
حياتُنا أصبحتْ بالبؤسِ عانرة واللَّهِ لستَ تَرى في قوليَ الفَنَدا
أرى الشَّريدَ وقيدُ الحزنِ كبَّلَهُ والهمُّ يُثْقِلُهُ إن قامَ أو قَعدا
إنْ تَلْقَهُ تُبْصِرِ العينَينِ دامعةً والوجهَ مكتئبًا والقلبَ مُرتعِدا
يشكو الشَّتاتَ وضيقَ الحالِ في نَصَبٍ وصبرُهُ رغمَ كلِّ الضِّيقِ ما نَفِدا !
بِمَ التَّصَبُّرُ، مَلَّ الصَّبْرُ صُحْبَتَنا وما مَلَلْناهُ، لكنْ مَلَّنَا أَبَدا
إنْ طالَ ذا اللَّيلُ مزهُوًّا بعتمتِهِ فحسبُنا اللَّهُ في الظَّلماءِ مُلْتَحَدا